كشف تقرير صحفي إسباني جديد أن النجم الإنجليزي ماركوس راشفورد كان على علم مسبق بدوره داخل فريق برشلونة عند انتقاله إلى النادي الكتالوني الصيف الماضي، إذ تم الاتفاق منذ البداية على أن يكون “بديلًا مؤثرًا” يدخل في الأوقات الحاسمة لتغيير نسق المباريات، في ظل وجود ثلاثي هجومي أساسي لا يمكن المساس به.
ووفقًا لما نشرته صحيفة “سبورت” الكتالونية، فإن الخطة الأولية التي وضعها المدرب الألماني هانز فليك كانت تعتمد على استخدام راشفورد كخيار تكتيكي من دكة البدلاء، مستفيدًا من سرعته وقدرته على اختراق المساحات في الدقائق المتأخرة، غير أن الظروف الاضطرارية أجبرته على إشراكه أساسيًا في وقت أبكر من المتوقع.
إصابات مفاجئة غيّرت خطط فليك
تسبب تعرض الثلاثي روبرت ليفاندوفسكي، وفيران توريس، ورافينيا لإصابات متتالية في بداية الموسم، في اضطرار فليك إلى تعديل خططه التكتيكية، ودفع براشفورد للمشاركة أساسيًا في العديد من المباريات المهمة.
وأوضحت الصحيفة أن المدرب الألماني لم يكن يخطط لإشراك اللاعب الإنجليزي بشكل منتظم في التشكيلة الأساسية قبل منتصف الموسم، لكن الإصابات فرضت واقعًا جديدًا جعل من راشفورد أحد أبرز الأسماء في الخط الأمامي لبرشلونة.
أرقام مميزة رغم الدور الجديد
منذ انطلاق الموسم، شارك ماركوس راشفورد في 12 مباراة أساسية من أصل 15، بمجموع 1,046 دقيقة لعب، سجل خلالها 6 أهداف وقدم 7 تمريرات حاسمة، بمعدل مساهمة تهديفية كل 80 دقيقة فقط — وهي أرقام تعكس فاعليته الكبيرة أمام المرمى.
هذه الأرقام جعلت منه أحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في الفريق هجوميًا، رغم أنه لم يكن الخيار الأول في التشكيلة الأساسية عند بداية الموسم. ويُنظر إلى أداء راشفورد باعتباره أحد أبرز الإيجابيات التي رافقت المرحلة الأولى من مشروع فليك في برشلونة.
غياب رافينيا كشف ثغرة تكتيكية
ورغم البصمة الهجومية الواضحة لراشفورد، إلا أن غياب رافينيا أظهر جانبًا تكتيكيًا مفقودًا في المنظومة الكتالونية، خصوصًا على مستوى الضغط العالي والدعم الدفاعي في الجهة اليسرى.
رافينيا، الذي كان عنصرًا محوريًا في أسلوب اللعب خلال الموسم الماضي، يمتاز بالانضباط الدفاعي والالتزام التكتيكي في عملية الافتكاك الجماعي للكرة، وهو ما لم يتقنه راشفورد بعد بالشكل المطلوب.
وأشار التقرير إلى أن فليك أدرك هذا الجانب منذ الأسابيع الأولى، ولذلك بدأ في تنفيذ برنامج تدريبي خاص يهدف إلى تطوير التزام راشفورد الدفاعي وتحسين تفاعله مع زملائه أثناء الضغط الجماعي.
فليك يركز على التوازن بين الهجوم والدفاع
أكدت الصحيفة أن المدرب الألماني يحرص على بناء توازن واضح بين الأدوار الهجومية والدفاعية لجميع عناصر الفريق، مشيرة إلى أن فليك يعتبر راشفورد مشروع لاعب متكامل يمكنه الجمع بين الإبداع الهجومي والواجبات الدفاعية الصارمة.
وفي تصريحات مقربة من الجهاز الفني، تم التأكيد على أن فليك راضٍ عن تطور راشفورد حتى الآن، لكنه يرى أن اللاعب يحتاج إلى مزيد من الوقت للاندماج الكامل مع أسلوب اللعب الإسباني الذي يعتمد على التمريرات القصيرة والتمركز الذكي في المساحات الضيقة.
تسريع عملية الاندماج
تجاوز راشفورد مرحلة التكيف الأولية بسرعة أكبر من المتوقع، بفضل مشاركته المستمرة منذ الجولة الثالثة من الدوري الإسباني.
وأوضحت “سبورت” أن فليك اضطر إلى تسريع عملية الدمج الفني للاعب الإنجليزي من خلال منحه دقائق لعب مكثفة، ما ساعده على فهم طريقة تحرك زملائه وتوقيت بناء الهجمات.
وبحسب التقرير، فإن اللاعب بدأ يشعر براحة أكبر داخل غرفة الملابس، كما تطورت علاقته مع ليفاندوفسكي ولامين يامال في خط الهجوم، مما انعكس إيجابًا على أدائه في المباريات الأخيرة.
عودة رافينيا قد تغيّر الأدوار مجددًا
من المتوقع أن يعود رافينيا إلى المشاركة بعد فترة التوقف الدولي القادمة، الأمر الذي قد يعيد توزيع الأدوار داخل التشكيلة الأساسية.
وفي حال عودة النجم البرازيلي إلى جاهزيته الكاملة، فمن المرجح أن يعود راشفورد إلى دوره الأصلي كـ“محفز” يدخل من دكة البدلاء لتغيير إيقاع المباراة في الأوقات الحاسمة.
لكن هذا الدور الجديد لن يقلل من قيمته في الفريق، إذ يرى فليك في راشفورد لاعبًا قادرًا على تقديم الإضافة متى ما استُدعي، سواء كأساسي أو كبديل مؤثر.
برشلونة يستفيد من مرونة راشفورد
أحد أبرز أسباب رضا الجهاز الفني عن راشفورد هو مرونته التكتيكية العالية وقدرته على اللعب في أكثر من مركز، سواء كمهاجم صريح، أو جناح أيسر، أو لاعب خلف المهاجم.
هذه المرونة تمنح فليك خيارات متعددة للتعامل مع ظروف المباريات المختلفة، خاصة في ظل ضغط المنافسات المحلية والأوروبية.
كما يرى بعض المحللين أن راشفورد أصبح يمثل “السلاح السري” لبرشلونة، القادر على صناعة الفارق من لحظة دخول الملعب.
فليك يثق براشفورد رغم المنافسة
في ختام التقرير، شددت الصحيفة على أن العلاقة بين فليك وراشفورد مبنية على الاحترام والثقة المتبادلة، وأن المدرب يؤمن بإمكانات اللاعب الكبيرة، لكنه في الوقت نفسه يصرّ على تطوير الجانب الدفاعي لديه ليصبح عنصرًا متكاملًا في منظومة الفريق.
وبينما يقترب برشلونة من استعادة لاعبيه المصابين، يبدو واضحًا أن ماركوس راشفورد بات أحد أهم الأوراق الهجومية لدى فليك، سواء في التشكيلة الأساسية أو كبديل يغيّر مجرى المباريات بلمساته السريعة وحضوره الذهني القوي.